لوجى جروب
لوجى جروب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوفاء العظيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mostafammm
لوجى نشط



عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 23/05/2010

الوفاء العظيم Empty
مُساهمةموضوع: الوفاء العظيم   الوفاء العظيم I_icon_minitimeالإثنين مايو 24, 2010 10:10 am

الوفاء العظيم ... تأليف مصطفى محمدى
الوفاء العظيم
==========
سهاد طفلة في العاشرة من عمرها ، تعيش مع أمها و أبيها في منزل صغير حياة سعيدة هنيئة ، كانت طفلة مجتهدة في دراستها ، محبه لأسرتها ، مطيعة للكبار ، حريصة على الصلاة في أوقاتها ، و كانت تحب جدها العجوز الذي يقيم معهم كثيرا و تقضي معه معظم وقتها ، يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان .
في أحد الأيام بعد أن انتهت سهاد من واجباتها المنزلية ، و أنهت جميع ما عليها من دروس ، ذهبت كعادتها إلى غرفة جدها و سلمت عليه و جلست معه تحدثه عما تعلمته في المدرسة من أمور ..
دخل والد سهاد على والده و ابنته ثم ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا والتزم الصمت لفترة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله ،
سأله الجد برفق :
- ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟
رد أبوسهاد : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن و الاكتئاب ،;كذلك لا يوجد لك أصدقاء تتبادلون مع بعضكم البعض الزيارات والأحاديث ؟
استغرب الجد و استغربت سهاد من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي يطرح الوالد فيها هذا الموضوع .
قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟
رد أبو سهاد : لقد أخبرني أحد أصدقائي عن مكان يجتمع فيها الكثير من الشيوخ و الرجال للسمر و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟
بدا الأمر لسهاد غريبا مثيرا للشك ، فهى لم تسمع بهذا المكان من قبل ، إلا أن الجد أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا له مشوقا و مثيرا ..
قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليه غدا يا ولدي إن استطعت.
ابتسم أبو سهاد ابتسامة غريبة و قال : حسنا
و لكن سهاد .. ساورها الشك بخصوص هذا المكان .. فلماذا يكون سره يا ترى ؟
قالت سهاد لأبيها : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟
تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل لك ان تذاكرى دروسك ..
هنا تدخل الجد بهدؤه المعتاد قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيرتي لكن إذا أنهيت دروسك مبكرا .
و هكذا كان .. حرص سهاد على أن تنهي واجباتها و دروسها بسرعة ، وعندما حان موعد الانطلاق كانت سهاد أكثرهم استعدادا و فضولا لكشف سر هذا المكان الذى تحدث عنه والدها .
و ركب الثلاثة السيارة و انطلقوا في طريقهم للمكان المجهول، كان الجد أكثرهم سرورا ، و كانت سهاد قلقة و يكاد الفضول يقتلها ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا .. ترى ما السبب ؟
كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..
و فعلا ، رأت سهاد المكان الذى تحدث عنه والدها ، و كان عبارة عن منزل أو "دار" فيها الكثير من الشيوخ و العجائز الذين سرعان ما تعرف الجد على معظهم فالكثير منهم يعرفه والبعض الآخر جيران له فى الماضى .. فوجد الجد مكانا بينهم ، و كانت هناك لافتة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض (( دار المسنين )).
دهشت سهاد مما رآت ، هل كان والدها يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى هذه الدار ؟ هل يعقل ذلك ؟ لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟
تساؤلات حائرة ثارت في عقل سهاد التى تملكها القلق الشديد و الخوف على جدها المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في الحديث مع غيره حتى شد سهاد من يدها و غادر الدار .. !
أدركت سهاد أن والدها يريد التخلص من الجد العجوز ، و سرعان ما فكرت بطريقة ذكية لإنقاذ جدها .. و لكن الوقت لا يسعفها ، فسرعان ما انطلقت السيارة بها و بوالدها تشق طريقها مسرعة إلى المنزل .
كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنته التي بادرت و سألت :
- أبي .. أين جدي ؟
- تركناه في الدار .
- لماذا ؟
- لأنها مكان الكبار .
لزمت سهاد الصمت لبرهة ثم قالت : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟
رد الأب بضجر : شارع السعادة
- و ما اسم هذه المنطقة ؟
- منطقة الشهيد
- و ما اسم؟؟؟؟
قاطعها الأب بحدة و صرخ فيها : أما من نهاية لهذه الأسئلة السخيفة ! لماذا تسألى عن هذه الأمور ؟!
ردت سهاد بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكاناً للكبار ؟
هنا أصيب الأب بذهول شديد حتى أن عجلة القيادة اختلت من يده فاضطر إلى إيقاف السيارة بجانب الطريق و راح ينظر لابنته بدهشة ولسان حاله يعجز عن الكلام أو الرد على ابنته فماذا يقول ..
و فوجئت سهاد بأبيها يغطي وجهه بيديه و يبكي أسفاً و ندما و هو يردد سامحني يا أبي!!!!!
هنا خافت سهاد من بكاء أبيها و لكنها أدركت أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره و إلقائه في دار للمسنين ، فما كان من سهاد الا أن وضعت يدها على كتف أبيها وقالت : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت .
فلم يملك الأب أمام براءة سهاد و نقاء قلبها و برها بجدها إلا أن ينفذ ما طلبته منه ، فعاد الأب و قبل يد والده ندما حتى الجد وقف مذهولا مما يحدث فلماذا جاء ولما عاد! فقاطع الأب الجميع وشرح لوالده كيف تعلم من سهاد الذكية ذات العشرة سنوات شيئا ، و هو وجوب البر و الوفاء للآباء ..
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".صدق الله العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوفاء العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من الغباء ان تبحث عن الوفاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لوجى جروب :: لوجى الادبى :: قصص وروايات-
انتقل الى: