لوجى جروب
لوجى جروب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما هو واجبنا خاصة الشباب لانقاذ المسجد الأقصى وفلسطين ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mostafammm
لوجى نشط



عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 23/05/2010

ما هو واجبنا خاصة الشباب لانقاذ المسجد الأقصى وفلسطين ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما هو واجبنا خاصة الشباب لانقاذ المسجد الأقصى وفلسطين ؟   ما هو واجبنا خاصة الشباب لانقاذ المسجد الأقصى وفلسطين ؟ I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 7:10 pm

ن المصيبة الحقيقية في حياتنا لا تقع عندما يصاب المرء في رزقه أو في أي مظهر من مظاهر حياته ، بل إن المصيبة الحقيقيـة هي عندما تنتهك مقدسات المسلمين .

ومصيبتنا اليوم أننــا نرى أعداء الاسلام يقتلون المسلمين ويستبيحون دماءهم بكل صلف . لذا فانني أتساءل - ( هل كل هذه الأحداث المؤلمة التي تمر بها بلاد المسلمين أفاقـتنا للعودة لربنـا ؟؟ أم ما زالت حياتنا اليومية هي ملهاتنا ؟؟ وهل بدأ كل واحد منا يتضرع الى الله المنتقم الجبـار ، يطلب العـون منه ، أم ما زال بعيدا عن ربه ، لاه في مظاهر دنياه؟؟) إن فلسطين لم تذكر أية مرة في القرآن الكريم إلا بذكر ( الأرض المباركة ) . فالآية الكريمة ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) ، تبين أن المسجد الأقصى ذكر بالقرآن باسمه ، لكن هذه الأرض لم تذكر إلا بذكر (الأرض المباركة) ، ولا تذكر إلا ويذكر معها الأنبياء والمرسلون .

قال موسى عليه السلام ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) ، سماها الأرض المقدسة . وسيدنا سليمان ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره الى الأرض التي باركنا فيها ) ، سماها أيضا بلفظ البركة . وسيدنا ابراهيم ( ونجيناه ولوطا الى الأرض التي باركنا فيها في العالمين ) وسيدنا محمد ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) وتجدر الملاحظة أن رب العزة عندما تكلم عن المسجد الأقصى لم يأت القول ( الذي باركنا فيــه ) بل أتى القـول ( الذي باركنا حولــه ) ، كي يشمل أرض فلسطين كلها ، وكي يبين لنا رب العزة أن البركة ليست في هذا المكان فقط ، بل البركة في كل الأرض المحيطة بهذا المكان . والعلماء يقولون - منها تبدأ نفخة الحشر ، أي أن نفخة الحشر تبدأ من أرض فلسطين بل تبدأ من المسجد الأقصى .

يقول الله سبحانه وتعالى ( واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ) ، لكن أين هذا المكان القريب ؟؟ قال القرطبي وغيره من المفسرين أن هذا المكان القريب الذي ذكره رب العزة هو ( صخرة المعراج ) . فالمكان الذي سوف ينفخ اسـرافيل من عليه ليوم الحشر ويسمعه كل الناس ، هو هذا المكان المبارك – صخرة المعراج في المسجد الأقصى - .

إن الأرض مباركة ، والمسجد مبارك ، والمسجد باركنا حوله ، وكل نبي من الأنبياء أمره ربه أن يتحرك الى الأرض التي باركنا فيها . إذن القصة ليست وليدة اليوم بل إن القصة هي أرض الأنبياء ، وأرض الدين ، وأرض الصلة بالله تبارك وتعالى من زمن آدم الى قيام الساعة .

أنظر كم من الأنبياء دخلوا هذه الأرض المباركة لتتعجب . آد م زار هذه الأرض المباركة وبنى المسجد عليها ، وهو أول من بنى المسجد الأقصى . موسى زار هذه الأرض .

ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف ، جميعهم خرجوا من هذه الأرض . زكريا ويحيى وعيسى وسليمان وداود ومحمد عليهم السلام ، كلهم قدموا الى هذه الأرض ، ومنهم من زارها ورحل ، ومنهم من استقر فيها ، فممن عاشوا فيها ، ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف وداود وسليمان ، كلهم عاشوا في هذه الأرض المباركة . ومنهم من ولد فيها ، ومنها بدأت حياته ، اسحق ولد هناك ويعقوب ولد هناك ويوسف ولد هناك وبعدها أتى من فلسطين الى مصر. فتخيلوا هذه الأرض كم هي عظيمة قيمتها ، لكن المصيبة الكبرى أن الكثير من الشباب يستهينون بها ، يستهينون بموضوع فلسطين ، خاصة من هم خارج هذه الأرض ، ويلهـو الكثير من الناس بنفسه دون الاهتمام بهذه الأحداث ، وينسى أننا نعيش مصيبة تقع علـى أرض مقدسة منذ آدم ليوم قيام الساعة ، ونحن حلقة من حلقات هذا التاريخ المرتبط بهذه الأرض . فاستمع لقول الله سبحانه عندما أقسم ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ) . البلد الأمين هو مكة ، وطور سينين هو جبل الطور ، والتين والزيتون أسماء نباتات وفاكهة . فما علاقة أن يربط الله سبحانه قسمه هذا بهذه الأسماء ؟ اسماء أماكن يربطها بأسماء نباتات ، لماذا ؟؟ فلا بد أن اسماء هذه النباتات تشير الى اسم مكان ، فما هو المكان الذي اشتهر بالتين والزيتون ؟؟ إنه فلسطين . والمعنى واضح أن ربنا يقسم بأقدس وأهم ثلاث أماكن لديه في الأرض . فانظر الى عظم هذه السورة ودلالاتها التي أقسم الله فيها بأرض فلسطين ثم أقسم بجبل الطور ثم أقسم بالبلد الأمين . وعظمة الأمر أن رب العزة ابتدأ قسمه بأرض التين والزيتون أرض فلسطين التي هي مسرى النبي (صلعم) ، وأولى القبلتين ، وثالث الحرمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي . لذا ضروري أن ندرك أن هذه الأماكن الثلاثة مرتبطة سويا ارتباطا قويا ، أي أن المسجد الأقصى في فلسطين لا يقل شأنه عند الله تعالى عن المسجد الحرام في مكة وعن المسجد النبوي في المدينة المنورة . فهؤلاء الثلاثة سويا هم قصة الدين ، ديننا العظيم ، دين المسلمين . كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كلما ذكر المسجد الحرام والمسجد النبوي يذكر معهما المسجد الأقصى ، وهو صلى الله عليه وسلم الذي قال( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، وقال عليه السلام ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة في من سواه ، وصلاة في المسجد الحرام بمائة الف صلاة في من سواه ، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة في من سواه) . فهل ما زلتم يا معشر المسلمين تعانون مشاكلكم الخاصة الزائلة والمسلمون هناك يعانون قضية هي ركيزة دينهم الحنيف !! فليعلم كل واحد ما زال يلهو في دنياه أن أخوة له هناك يجاهدون و يستشهدون ، وبديهي أنه لو أن أخا لأي واحد منا يقتل هناك لاختلف أمره وتغير حاله. انظروا أيها المسلمون قيمة هذه الأرض وشأنها عند رب العالمين ، واعلموا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما بدأ يصلي ، بدأ يصلي متجها الى المسجد ألأقصى وليس نحو الكعبة ، وكأنه (صلعم ) بدأ أول صلواته في المسجد الأقصى نفسه ، أي أنه (صلعم) طيلة 23سنة هي سنوات رسالته ، صلى منها ثلاثةعشر سنة في المسجد الأقصى وعشر سنوات في المسجد الحرام ، رغم أنه سبحانه وتعالى كان بالامكان أن يوحي لنبية منذ البداية أن يتجه الى المسجد الحرام ، لكن المغزى الكبير لهذا الفعل هو أنه كان يهدف تأكيد ربط هذا المسجد وأهميته في وجدان المسلمين ، ثـم بعدها انتقل بهم ليربط المسجد الحرام في وجدانهم الى يوم الدين. كان الله سبحانه يهدف تثبيت قلوب المسلمين أن هذا المسجد الأقصى هو قبلتكم الأولى ، فهل يعقل أن نتخلى عنها !!! و أخذوا الكعبة من المسلمين ، ماذا نحن فاعلين !! لو أخذوا منا المسجد النبوي ، ماذا نحن فاعلين !! ثلاثتهم عند الله واحد وعند المسلمين واحد وقيمتهم واحدة وشأنهم كبير. اعلموا أن الدجال عندما سيظهر ليملأ الأرض كفرا وفسوقا ، سيقتله عيسى ابن مريم هناك في ساحة المسجد الأقصى. فافهموا وتعلقوا أيها المسلمون بهذا المكان، ولا تتبلد احساساتنا أمام هجمات الإعلام الفاسقة التي تهدف ابعادنا عن هذه المفاهيم ، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا متعلقين بهذا المكان وكثير منهم بعد فتح فلسطين والمسجد الأقصى ذهبوا الى الخليفة عمر بن الخطاب واستأذنوه للذهاب للعيش هناك جانب المسجد الأقصى .

فهذا أبو الدرداء عاش عمره كله، وذاك سلمان الفارسي عاش أيضا هناك وذاك بلال وعبادة بن الصامت وغيرهم كثيرون من الصحابة استقروا هناك وعاشوا في أقدس بقاع الأرض .

قال الامام الشافعي – أحب الاعتكاف في المسجد الأقصى أكثر من الاعتكاف في المسجد النبوي والمسجد الحرام – فسألوه لماذا ، قال لهم – أحب أن أعيش وسط جميع أنبياء الله –

هـي الأرض الوحيدة التي تجمّع فيها كل أنبياء الله ودافع عنها كل أنبياء الله ، أما زال قلبك يا أخي المسلم غير متعلق بها !! إن ما يحدث لنا هذه الأيام مثل جلدنا بالسياط كي نفوق ، فالله يريد برحمته أن يؤدب المسلمين ، وأن يوقظ الشباب النائم لتعلو همته ويرتقى لمطالب ومسئوليات دينه الحنيف ليفهم أنه ( ليس لها من دون الله كاشــــفة ) ، كي يبقى دين الاسلام ساميا في الأرض . كل واحد منا يجب أن يكون متدينا وملتزما صادقا في تدينه والتزامه الاسلامي ، لأنه لا حل لما نحن فيه إلا بعون الله سبحانه وتعالى . فانقلوا هذا المفهوم لكل من تعرفوه، انقلوه للبنت البعيدة عن الحجاب ، قولوا لها أن ترجع لدينها ، أنقلوه لمن يستبيح الربا ، انقلوه لمن يتكاسل عن صلاته ، ولمن لا يخرج زكاة ماله ، ولمن يبتعد عن أصول دينه ، فالاسلام بحاجة للالتزام الصادق بتعاليمه كي ينظر الله بالرضى عن المسلمين . إن التاريخ يروي لنا أن في هذا المسجد الأقصى كان كل سنة في رمضان يعتكف أكثر من خمسين ألف مسلم ، وكان الداخل الى ساحة المسجد الأقصى يرى كل عمود من بنيانة مسجلا عليه اسم واحد من المعتكفين ، مثلا عمود أبي حامد الغزالي – عمود ابن القيّـم وغيرهما من أسماء العلماء . كان يجلس بجانب كل عمود من أعمدة المسجد علاّمة من علماء المسلمين يعلّم الناس ، أما اليوم فانه مهجور عن العلم والعلماء .

وحجاج المسلمين دأبوا حتى يوم احتلال هذا المسجد ، أن يسافروا ليزوروا المسجد الأقصى في القدس بعد الاتنهاء من حجيجهم لأن كل مسلم يدرك قول الرسول العظيم ( لا تشد الرحال الا لثلاث ) ، وهدفهم أن يكتمل ثواب حجّهم بزيارة المكان الثالث الذي أوصى به النبي الكريم . إن هذا المكان في فلسطين هو المكان الوحيد الذى سافر له عمر بن الخطاب ليتسلم مفاتيحه بنفسه عندما فتحته جيوش المسلمين ، فعمر رضي الله عنه لم يتحرك من مكانه قط لاستلام مفتاح أي مكان . فتحت مصر ولم يذهب عمر، وفتحت العراق ولم يذهب ، فتحت الشام ولم يذهب ، لكن عندما فتح بيت المقدس هبّ بنفسه لاستلام مفاتيح بيت المقدس ، وكل هذا لنرى قيمة هذا المكان وقيمة هذه الأرض .

لذا واجب علينا أن نخرج من هنا ونحن متعلقين بأمرين :

أولهما أن كل واحد منا مرتبط بهذه الأرض المقدسة ارتباطا لا ينفك ، لأنها أرضنا نحن منها وهي لنا وليس لغيرنا ، وهي جزء من تاريخنا وتاريخ نبينا وصحابته . والأمر الثاني أن على كل واحد منا أن يعمل شيئا مفيدا لمصلحة هذه الأرض المقدسة وأن يكون له دور في استردادها . والهدف من مواقفنا هذه ليس فقط لما يحدث الآن لأهل هذه البقعة المباركة من قتل ومهانة ، بل لأنها أرضنا نحن أيضا وهي ملكنا وملك أنبيائنا وصحابتهم وليس ملك الفلسطينيين وحدهم . إن الدلائل كثيرة أن هذه الأرض هي أرض الاسلام ، فسيدنا داوود وسيدنا سليمان قاما ببناء المسجد ، وهما أنبياء لقوم اليهود ، وكانوا فيها قبل أن فتحتها جيوش المسلمين ، لكننا ندرك أن هذه الأرض هي أرض المسلمين منذ الأزل قبل داود وسليمان ، فانظروا قول الله سبحانه ( إن الدين عند الله الاسلام ) ، فالأنبياء كلهم دينهم واحد هو ( الاسلام ) ، وكل نبي إنما أرسل منذ آدم ليكمل هذا الدين ، فصحيح أن كل نبي أرسل لقومه ، لكن أهم مهمات كل نبي كانت المحافظة على مقدسات المسلمين في الأرض، وكان هذا فرضا واجبا على كل نبي بعد الآخر . لكن كيف أتت كلمة اليهود وكيف أتت كلمات غيرها ؟ كان ذلك لأن كل جماعة رحل نبيها رفضت الأخذ بكلام النبي الذي أتى بعده وتشيّعوا لنبيهم الراحل ونسبوا أنفسهم اليه وسمّوا جماعتهم باسمه ، ولو اتبعوا النبي الجديد الذي ما أرسله الله إلا ليكون نبيا لهم ، لاستمروا في انتمائهم الأزلي أنهم ( مســلمون ) ، فكل نبي أرسل إنما أرسل ليكمل رسالة من قبله ، وليؤكد رسالة من قبله، وهم جميعا يكملون ويؤكدون رسالة أبـيهم ( ابراهيم ) . فانظر قول الله سبحانه ( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ) ، وابراهيم عليه السلام هو أصل اليهود وأصل النصارى في فلسطين ، وربنا يخبرنا أنه كان مسلما وليس يهوديا ولا نصرانيا بل كان ينتمي للدين الأصلى وهو الاسلام ( إن الدين عند الله الاسلام ) ، فضروري التأكيد أن كل نبي أتى كان رمزا للاسلام ومسئولا عن مقدسات الاسلام. ثم جاءت الآية ( إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه … وهذا النبي والذين آمنوا ) ، لذا نحن أولى الناس بابراهيم عليه السلام ، وانظر الى الآية ( ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب .. إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، سيدنا يوسف قال ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين) . فكل نبي أتى أكد هذا المعنى ، معنى الاسلام ، وأكد أنه مسلما .

انظر قول سيدنا سليمان عن بلقيس ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) ، وسيدنا سليمان هو الذي يخبرون عنه أنه بنى الهيكل، وهو هنا يؤكد أنه من المسلمين. وانظر لقول سيدنا يعقوب المسمى أيضا اسرائيل. (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل إلا ما حرّم اسرائيل على نفسه )، أي ما حرّم يعقوب على نفسه . هؤلاء القوم سموا بلدهم باسم هذا النبي (اسرائيل ) وقالوا أنه نبيهم وحدهم ، فانظر ماذا قال نبيهم عن نفسه ( أم كنتم شهداء أن حضر يعقوب الموت .. إذ قال لبنيه .. ما تعبدون من بعدي .. قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحق .. الها واحدا ونحن له مسلمون ) . هنا وضح الأمر ، إذ وقتما كان آدم في الأرض كان هو المسئول عن المسجد الأقصى وفلسطين، ثم أتى نوح فكان المسؤول عنهما، ثم أتى هود فكان المسؤول عنهما ، ثم داوود ثم سليمان وموسى وعيسى كلّ كان مسؤولا عن المسجد الأقصى وفلسطين ، حتى أتى خاتم النبيين ، فمن المسئول عن المسجد ؟ ومن المسئول عن الأقصى ؟ انه محمد وأتباعه . إن هذه الأرض ليست ملكا لأحد ، إنها أرض اللـــه سبحانه وتعالى مقدسة لله وعباده الذين يتبعون نبيه . لقد درج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كلما فتح بلدا أن يقسّم الأرض البــور، غير المزروعة ، ويوزعها على الجند كي يزرعوها ويأكلوا منها وتبقى الأرض حية. لكنه بعد أن فتح القدس لم يقسّم ولم يوزع الأرض البــور فيها . فسألوه فأجاب ، (هل قسّم محمد أرض مكـــة بعدما دخلها ؟؟) فأجابوا ..لا ، فقال ( إن هذه الأرض هي كمكّـة وأرضها مقدسة كأرض مكــة ) .

فيا أيها المسلمون ، ماذا كنا نفعل لو أخذ الأعداء منا مكة ؟؟

علينا أن نعلوا بهممنا لمستوى المصائب التي تتوالى علينا ، ألم يأت الوقت الذي يبتعد كل واحد منا ويعرض عن ارتكاب ما يغضب الله ؟ إن لم يتمكن الفرد المسلم من مقاومة شهواته لارتكاب ما يغضب الله ، فلن يكون قادرا على مقاومة أعداء الله ، فالصلاح الكامل هو المدعاة الحقيقية لعون الله ، ولن يعين الله عبده إن أعرض العبد عن إرضاء ربه . فاجتهدوا ، فالأمر جد صعب ويحتاج لكفاح قوي مع النفس الأمارة . فعلى مدار الأزمان والتاريخ ، نجد أنه كلما كان المسلمون موصولين بالله وتعاليمه ، كان المسجد الأقصى بحوزتهم. فكان المسلمون على مدار التاريخ ، كلما علوا وزاد اتصالهم بربهم ، تستمر سيادتهم على المسجد الأقصى وعلى فلسطين ، ووقتما ابتعدوا عن تعاليم ربهم ، أتى قوم جدد جبارين واغتصبوهما منهم . وتوالت هذه القاعدة بمرور الأيام والسنين ، وكأن الله سبحانه قد جعل دليل الإيمان في الأرض ،هو حوزة فلسطين بيد المسلمين . اخوتي - هذا ليس كلاما نظريا ، بل أدركوه . على مدار التاريخ كان كلما علا الايمان في الأرض تبقى القدس وفلسطين بيد المسلمين . وكان كلما ضعف الايمان وانحدر ، تؤخذ فلسطين من المسلمين ، ويأخذها منهم أدنى وأحقر خلق الأرض . وسارت هذه القاعدة بدون تحريف أو تغيير. كتب البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ( يا رسول الله – ما أول مسجد وضع في الأرض ؟ قال – المسجد الحرام –) قيل ( ثم أي ؟؟) قال ( المسجد الأقصى ) .

أما سيدنا ابراهيم فهو الذي أقام قواعد المسجد الحرام . والآية الكريمة تقول ( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت) ، فالقواعد كانت موجودة ، لكن طوفان سيدنا نــوح أغرق المسجد الحرام وأغرق المسجد الأقصى وسيدنا ابراهيم رفعــــها فقط ، لكن الذي بناها أصلا هو سيدنا آدم . ثم سئل الرسول عليه السلام ( كم بينهما ؟؟) قال عليه السلام ( أربعون سنة ) . فأول من بنى المسجد الأقصى هو سيدنا آدم فرب العزة عندما خلق آدم قال له ( يا آدم ابن لي بيتا في الأرض) فبنى آدم المسجد الحرام . وبعد أن اكتمل بناء المسجد الحرام وعرفه الناس في الأرض ، قال الله سبحانه وتعالى ( يا آدم ابن لي مسجدا ثانيا في الأرض ) ، فبنى أدم المسجد الأقصى . وبقى هذا المسجد الأقصى للمسلمين الصالحين المؤمنين من ذرية آدم، حتى أتى سيدنا نوح وحصل الطوفان ، وسيدنا نوح هو المسؤول عن المسجد الأقصى حتى أتى سيدنا ابراهيم ، وأمره الله تبارك وتعالى أن يسكن منطقة فلسطين ( ونجيناه ولوطا الى الأرض التي باركنا فيها) . وعاش سيدنا ابراهيم وكافة أولاده في تلك المنطقة فلسطين كي يحافظ الأنبياء على هذه الأرض المباركة ، فاسحق ثم يعقوب ثم يوسف كلهم عاشوا هناك . بعدها أتى يوسف الى مصر وكلكم تعرفون قصته ، ثم حضر سيدنا يعقوب الى مصر ، وبقيت أرض فلسطين والمسجد الأقصى محروسه بالمؤمنين يحافظون عليها ، من زمن ابراهيم حتى زمن يوسف ، وبعد ذلك بدأت الأرض تتبدل ، بدأ يظهر قوم جبارون وسيطروا على المسجد الأقصى وسيطروا على فلسطين ، فبعث الله موسى ، وحقيقة الأمر ، لم يكن سيدنا موسى مرسلا لمصر وأهل مصر بل أمره وأخاه هارون أن يذهبا لفرعون ويقولا ( أن أرسل معنا بني اسرائيل ) . فأين كان يريد موسى أن يذهب مع بني اسرائيل ؟؟ كان يريد الذهاب معهم الى فلسطين . فلمـــاذا الى هناك؟ لأنه بعد وفاة يوسف ويعقوب واسحق ، سيطر على فلسطين قوم جبارين وكانت الرسالة التي أوكلها رب العزة لسيدنا موسى أن يذهب كي يفتح الأرض المقدسة ويسترجعها مع بني اسرائيل ، وهذا تأكيد أن مهمة كل نبي كانت الحفاظ على هذه الأرض المقدسة ، لأنه لو كان مغزى رسالة سيدنا موسى هو مصر لبقي فيها لاصلاحها ، لكنه أخذ بنى اسرائيل وترك فرعون ، فموسى لم يكن يهدف فرعون ولم يكن يريده ، بل كان مغزى بعثه ومغزى رسالته تحرير الأرض المقدسة من القوم الجبارين. فانظروا أيها المسلمون ماذا حدث لسيدنا موسى مع بني اسرائيل. في سورة المائدة أية رقم 20 ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ، وهذا دليل أن هذه الأرض كتبت للمؤمنين ولن يتمكن من دخولها إلا من كان مؤمنا . ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) وهؤلاء الجبارون سكنوها بعد موت يوسف ويعقوب واسحق عندما بدأ الايمان يتناقص ، فاحتلها الجبارون ومطلوب من موسى أن يحررها هو والمؤمنون الذين معه ، فإن كان من معه غير مؤمنين فلن يستطيع . أنظر ردهم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) ، ورغم أنه بين كل ذاك القوم كان هناك اثنان فقط من المؤمنين – موسى وأخوه فقط - ، لكن اثنان لم يكونا كفاية . ورغم ذلك ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) . هذان الرجلان – موسى وأخوه - كانا يدركان أنعم الله ويخافان أن تسحب هذه النعم منهم . فهل أنت أيها المسلم ممن يدرك أنعم الله وتخاف أن تزول منك نعم الله التي تعيش فيها ، إن عصيته ؟؟ ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون )، لكن اثنان فقط لــم يرجحا كفة رغبة الدخول. ( قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين). فانظر أيها المسلم ماذا قال رب العزة بعد أن رآهم لا يصلحون لتلك المهمة المقدسة. ( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ) ، يتيهون في الأرض يعنى لا هـّم لهم غير المأكل والمشرب والعيال فقط وهم في غفلة عن خالقهم مشغولون بأمورهم الدنيوية فقط عن طاعة الله . والعبرة البالغة لاختيار الله هذه المدة أربعين سنة ، إنما هو من أجل ضمان تمام تغيير الجيل ، من جيل فاسد الى جيل صالح . فكل جيل لا يهتم الفرد فيه إلا بنفسه ولا يهتم الا بالمظاهر المارقة التي تبعده عن دين الله ، إنما هو جيل فاسد لا يصلح للمهمات المقدسة، ولا بـد أن تقع عليه عقوبة التيـه أربعين سنة، تائها في الدنيا يتـنقل بين الملذات ولا يهمه إلا جمع المال ، ونهايته الخسران الكبير ، حتى يأتي بعده جيل مؤمن يهب بقوة ايمانه ليثأر ويستعيد أرض الله التي بارك حولها . فقوله سبحانه وتعالى ( بعثنا عليهم عبادا لنا ) يرينا أننا يجب أن نكون عبادا لله مخلصين له بكل جوانحنا وأعمالنا كي تعود القدس وتعود فلسطين ، فكلام القرآن واضح لا لبس فيه ، فقط فلنتد بّره بايمان قاطع ونعمل به مخلصين. وبقى القوم الجبارون في الأرض المقدسة ، وبقي سيدنا موسى في التيه أربعين سنة مهمته تنشأة جيل جديد صالح لتحرير تلك الأرض المقدسة . وظل موسى حيا حتى نشأ جيل جديد ، كانوا مؤمنين حقا وتحققت القاعدة العامة فيهم حيث صار الايمان هو الظاهر والأهم في حياتهم ، فأخذ الله بيد موسى وفتحت الأرض المقدسة – فتحت فلسطين وطرد منها الجبارون . ذلك من أجل بقاء المعادلة الدائمة وهي – إن وجد هناك قوم مؤمنين ، تكون الأرض المقدسة لهم – وإن كان القوم يعيشون في الدنيا لانفسهم غافلين – اذن ما يستاهلوش الأرض المقدسة ، ولا تكون لهم . أنظر أيها المسلم كيف يكون الحل ، الحل دائما هو وجود جيل مؤمن، جيل حريص على دينه وعلى مقدساته ، يعيش في دنياه كما يرضى مولاه ، وليس كما يقوده هواه . وقت أن تصبح أجيالنا على القدر المرضي من الايمان ، تحل علينا الرحمة ويأتينا التوفيق والغفران. وأرضنا المقدسة ، إما أن يسيطر عليها قوم مؤمنون أو يسيطر عليها قوم جبارون ، ولا خيار لنا في هذا ، لأن هذا هو محك الايمان في الأرض. لقد جاء في صحيح البخاري أنه عندما حضر موسى إله الموت ، ناجي ربه ( يا رب أمتني عند أسوار هذه المدينة المقدسة ) وقال نبينا محمد عليه السلام ( ولو كنتم معي هناك لأريتكم قبر موسى ) . وابنُ حِـجْـر قد بيّـن لنا لماذا طلب موسى أن يدفن عند الاسوار وليس داخل الأسوار. يقول ابنُ حِـجْـر ( أن موسى كان يعلم أن سكنى هذه الأرض والاستقرار فيها ليس له ولأمّته بل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كي لا يطلب قوم موسى أن تكون المدينة لهم ، لأنها لقوم محمد عليه السلام) . بعد موت موسى بفترة عاد الايمان ليتساقط ويتهاوى حتى سيطر قوم جبارون أخرون على القدس ومن حولها فلسطين مرة ثانية ، فأرسل الله نبيا أخر لهذه الأرض ، وكأنما كلما تدهور مستوى الايمان في هذه الأرض ، أرسل الله نبيا جديدا للهداية ، وكان النبي الجديد هو سيدنا ( داود ) عليه السلام . ففي سورة البقرة آية 246 ( ألم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ) لأن أنبياء بني اسرائيل كانوا لا يقودون المعارك لذلك طلبوا من داود أن يبعث لهم ملكا ، فالنبي في عهدهم كان للوعظ فقط وكان قائد المعارك رجل آخر . ( قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألاّ تقاتلوا !!!) بمعنى مالي أراكم كأنكم خائفين . ( قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الاّ قليلا منهم والله عليم بالظالمين ) هذا الموقف يشبه الأسلوب الذي يسير عليه شباب المسلمين هذه الأيام ، فهم يتظاهرون ويصرخون ويدعون رغبتهم للقتال ولكن بدون تنفيذ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما هو واجبنا خاصة الشباب لانقاذ المسجد الأقصى وفلسطين ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدعية خاصة للطلبة والطالبات ساعة الامتحانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لوجى جروب :: لوجى الاسلامى :: القدس الشريف-
انتقل الى: