إشارات تدل على أنك بحاجة إلى تغيير حياتك
إن كنت ممن يشاهدون التلفزيون لساعات طويلة، وعلاقاتك الاجتماعية مضطربة، والإجهاد يسيطر عليك عادة، وتبحث دائما عن مزيد من المتعة العابرة، وينتابك الأرق طوال الليل، فأنت تعاني من التعاسة وتحتاج إلى إجراء بعض التغييرات في حياتك.
تشاهد التلفزيون أكثر من اللازمإذا كنت تعود بعد يوم مرهق من عملك لتلقي بجسدك أمام شاشة التلفزيون لساعات طويلة، وتسمح لعقلك بأن يذوب في أعمال الدراما والعنف والفيديو كليب، فمن الحكمة أن تتخلى عن هذه العادة لفترة من الوقت.
ففي دراسة أعدت عام 2008 تبين أن الجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة علامة على الشعور بالتعاسة وبعدم الرضا عن الحياة. كما أن الباحثين في جامعة شيكاغو يجرون مسحا منذ عام 1972 لتقييم الوضع الاجتماعي بين الناس بغض النظر عن التعليم والدخل والوضع العائلي والسن، واكتشف الباحثون أن الأشخاص التعساء يشاهدون التلفزيون أكثر بنسبة 30 % من الأشخاص الذي يشعرون بالسعادة ولديهم قدر كبير من الرضا عن حياتهم.
فالتعساء يجلسون أمام التلفزيون 25 ساعة أسبوعيا، بينما السعداء يجلسون أمامه 19 ساعة فقط، حيث انهم يقضون أوقات فراغهم في أنشطة تطوعية أو مشاركة الأصدقاء في الهوايات المشتركة.
البحث المستمر عن المزيد من المتعةفي أواخر السبعينات قام فريق من علماء النفس بقيادة فيليب بريكمان بعمل دراسة حول البشر والسعادة من خلال دراسة نمطين من البشر: الأول من الفائزين بجوائز اليانصيب، والثاني من المرضى المصابين بالشلل النصفي، وكانت النتائج مذهلة.
ففي حالة الفائزين بجوائز اليانصيب لم تستطع الثروة المفاجئة من أن تحسن من سعادتهم على المدى الطويل، بينما ساعدت بعض الأشياء البسيطة في تعزيز سعادة المرضى المصابين بالشلل النصفي، وخلص العلماء إلى أن التكيف مع الظروف يحقق قدرا من السعادة.
فالمصابون بالشلل تكيفوا مع ظروفهم، لذا فهم يشعرون بالسعادة مع أقل الأشياء، بينما الفائزون باليانصيب لم يستطيعوا التكيف بعد زوال الثروة الفجائية ولحظة المتعة العابرة لأنهم كانوا يريدون المزيد من هذه الثروة وهذه المتع العابرة.
علاقاتك الاجتماعية مضطربةالعلاقات الاجتماعية المضطربة علامة مؤكدة على تنامي اليأس وعدم الشعور بالسعادة في الحياة. ومن علامات هذا الاضطراب عدم توسيع شبكة الأصدقاء والتعرف على أشخاص جدد، كما يتمثل في صعوبة حسم القضايا والمشاكل الفورية التي تمر على حياتك.
الكثير من الدراسات والمسوح تشير إلى أن أكثر الناس إحساسا بالرضا والسعادة في حياتهم أكثرهم نجاحا في حياتهم الاجتماعية، وهم الذين يقضون وقتا أكثر مع الآخرين بشكل أو بآخر. ومن مظاهر العلاقة بين السعادة والعلاقات الاجتماعية الناجحة ما تشير إليه العديد من الدراسات وأصبحت من البديهيات، بأن المتزوجين أكثر سعادة من العزاب.
هذه العلاقات الاجتماعية الناجحة يمكن أن تكون من خلال قضاء وقت سعيد مع الزوجة والأبناء أو الأهل والأصدقاء، حتى التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت من خلال الشبكات الاجتماعية يمكن أن يعزز من الإحساس بالسعادة.
الإجهاد يسيطر عليك دائماالشعور بالأمان والراحة يولد الرضا والارتياح ما من شك في ذلك، والعكس صحيح تماما، فالإجهاد يعزز القلق وانعدام الأمن. على سبيل المثال، يشير الكثير من الدراسات إلى أن العمل المستمر من أجل تحقيق المزيد من الأهداف يؤدي إلى الإجهاد، الذي يسبب بدوره التوتر والاستياء، مما يؤثر سلبا على السعادة طويلة الأجل.
أحد أبرز الأمثلة على أن الإجهاد يؤدي إلى التحول المتناقض في السعادة ما حدث بين النساء الأميركيات خلال الـ 35 سنة الماضية. فعلى الرغم من التقدم المذهل الذي حققته المرأة خلال هذه السنوات فإن معدلات شعورهن بالسعادة انخفض.
ويعزو الباحثون ذلك إلى ارتفاع مستويات الإجهاد لدى المرأة العصرية، حيث انها بجانب الحياة المهنية تدير شؤون الأسرة أيضا مقارنة بالرجل الذي يتركز معظم وقته على حياته المهنية فقط.
وفي حين أننا لا نستطيع القضاء على الإجهاد في حياتنا تماما، إلا أن ارتفاع مستوياته يمكن أن يكون علامة على وجود التعاسة في حياتنا، وهو ما يجب معه التدخل السريع للتخفيف منه، على الأقل عن طريق التفكير الإيجابي والتفاؤل واعتماد الاسترخاء كترياق ناجح ضد الإجهاد.
لا تحصل على قدر كاف من النومفي دراسة نشرت بمجلة العلوم تتبعت تحولات حالة المزاج طوال اليوم لـ 909 امرأة عاملة بعيدا عن الإجهاد الناجم عن العمل اتضح أن اللواتي لا يحصلن على قدر كاف من النوم يشعرن بقدر أكبر من التعاسة من اللواتي يحصلن على فترات كافية من النوم.
أحد أساتذة علم النفس بجامعة ميتشغان توصل من خلال دراسة أخرى إلى أن الحصول على ساعة إضافية من النوم كل يوم يحقق سعادة تعادل حصول المرء على زيادة سنوية تقدر بـ 60 ألف دولار سنويا، هذه العلاقة بين النوم والسعادة تتعلق بكيمياء المخ، فأدمغة الناس المحرومين من النوم أكثر حساسية لآثار الكورتيزول وهو هرمون التوتر.
العلاقة بين النوم والسعادة من الموضوعات التي شغلت العلماء والباحثين، وجعلت بعضهم يبحث عن العلاقة السببية بينهما: هل قلة النوم تؤدي إلى عدم شعورنا بالسعادة في حياتنا؟ أم أن شعورنا بالتعاسة هو الذي يسبب عدم حصولنا على قدر كاف من النوم؟ بغض النظر عن الإجابة فالمؤكد أن عدم حصولك على قدر كاف من النوم علامة على تعاسة حياتك، فامنح جسدك الوقت الكافي من النوم لتشعر بمزيد السعادة في حياتك.
[b]