ما هو كتاب الموتى ؟
ما هو كتاب الموتى ؟
وجد علماء الآثار مجموعة من التعاويذ الجنائزية والتى كانت معظمها تعاويذ سحريه كتبت على ورق البردى كان قدماء المصريين يضعونها فى مقابرهم مع المتوفى فاطلق علماء الاثار على هذه التعاويذ أسم كتاب الموتى ولكن أسمه الذى أطلقه قدماء المصريين عليه هو " الخروج فى ضوء النهار " , والغرض الأساسى الذى كان قدماء المصريين يضعون هذه التعاويذ هى إرشاد روح المتوفى فى رحلته فى العالم ألاخر .
ويتكون كتاب الموتى من 200 فصل، ، ويصف الكتاب الأماكن المختلفه التى تعبرها روح المتوفى، وكذلك المواقف والكلام الذى يقال لحرس الأبواب، وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور ، وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أى إله كحامى له ، ليكتسب صفاته، لأنه كان يخاف من الأرواح الشريره أن تأخذ فمه فلا يستطيع التحدث مع الآلهه ، أو أن تسلب منه قلب ه، أو أن تقطع رأسه ، أو أن تجعله يضل طريقه ، لذلك كان عليه تلاوة هذه الأوراد أو التعاويذ لتساعده فى اتقاء شر الأفاعى والذبابات الهائله وكل أنواع المساوئ التى تسعى لاهلاكه فى العالم الآخر، وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى الأبواب التى ستوصله إلى الحياه مره أخرى فى العالم الآخر.
ومن أشهر فصول كتاب المتوفى ، الفصل السابع عشر ، والفصل 125 والذى يمثل محاكمة المتوفى فى العالم الآخر ، حيث يمثل الإله أزوريس ومعه 42 قاضى ومجموعه من الآلهه وهم يقمون بوزن قلب المتوفى لمحاسبته على أعماله المتوفى يقوم بذكر الأعمال الخيره التى قام بها .
وكان نساخ قدماء المصريين ينسخونها على أوراق البردى ويزيدون عليها بعض الرسوم الملونة , وقد عثر على نسخ كثيرة جداً فى القبور التى أكتشفها علماء الآثار المصرية , وكان العالم الألمانى ليسيوس هو اول من ترجم كتاب الموتى ونشر ترجمته سنة 1842 م
**************************************
( أقتباس من كتاب الموتى الفرعوني ـ ترجمها عن الهيروغليفية : السير والس بدج و ترجمه للعربية : د.فيليب عطية )
هذه ترجمة كاملة لنص بردية (( آنى )) الكاتب المحفوظة بالمتحف البريطانى التى تحتوى على أهم فصول كتاب الموتى الفرعونى كما تعتبر من النماذج المثالية لكتاب الموتى فى العصر الطيبى أى عصر الدولة الحديثة الفرعونية .
و قد اعتمدت فى الترجمة على ترجمة عالم المصريات المعروف السير (( والس بدج )) التى نشرها لأول مرة عام 1895 مصحوبة بالمتن الهيروغليفى و تقوم بطبعها حتى الآن دار (( دوفر )) للنشر ( Dover Publishications Inc. N.Y. ) كما قمت بمقارنتها بما ورد من مقتطفات من برديات العصر الطيبى التى أصدرها (( بدج )) فى طبعتها الثانية المنقحة عام 1909 ضمن كتابه (( كتاب الموتى فى العصر الطيبى )) التى تتولى نشره حتى الآن دار (( روتلدج وكجان )) للنشر ( Routledge & Kegan Paul Ltd. ) .
و حين وجدت إختلافا بين الترجمتين إعتمدت الترجمة الأحدث و الأكثر إتساقا مع روح النص إستنادا إلى المتن الميروغليفى .
و كل ما جاء بهذه الترجمة العربية يتطابق مع متن البردية فيما عدا ترقيم الفصول و ترتيبها و تبويبها الذى أخذت به تبعا للعرف المتداول بين علماء المصريات و يتيح هذا الترقيم المقارنة العملية المنهجية بين نصوص مختلف البرديات و يؤخذ به دائما عند الإشارة إلى فصول (( كتاب الموتى )) فى الأبحاث التى تتناول الحياة المصرية القديمة و الديانة المصرية و ما يتصل بها من موضوعات .
و قد ساعدتنى الهوامش و المقدمات التى كتبها (( بدج )) فى صياغة حواشى هذا الكتاب لكنى حاولت بقدر الإمكان التقليل من الأخطاء فى نطق الكلمات و الشروح و المدلولات الميثولوجية و الجغرافية و ذلك بالرجوع إلى عدة مراجع فى مقدمتها (( الموسوعة المصرية )) المجلد الأول - الجزء الأول الذى كتبه لفيف من خيرة الأساتذة المصريين فى علم المصريات .
و فى ميدان يدرك المتخصصون قبل عامة المثقفين مدى صعوبة تناوله لابد ان تتباين الآراء و قد حاولت جهدى الإحاطة بمختلف وجهات النظر و إثباتها فى الحواشى .
أرجو أن أكون بذلك قد قدمت إسهاما متواضعا فى خدمة حركة الترجمة للتراث المصرى و عملا يرحب به كل محب للتراث الفرعونى و يستفيد منه المهتمون بدراسة علوم الإنسان ( الانثروبولوجى ) و الأساطير و الديانات المقارنة كما أنه قبل كل شىء إطلالة عمية على رحاب الأرض و السماء و الشمس و الأبدية لأناس طاولوا ذرى الشمس و الخلود و الأبدية .
*************************************
أول نسخة مترجمة من كتاب الموتى باللغة العربية
الاسم الاصلى الذى أطلقه عليه أجدادنا العظام، الذين انتجوا تلك الحضارة، وهو الخروج فى النهار.
وكانت فصول هذا الكتاب أو بالأحرى نصوصه، قد ظهرت ابتداء من عصر الدولة الحديثة، حتى سقوط الأسرة السادسة والعشرين 1554 525 ق.م وهذه النصوص جزء هام من الأدب الجنائزى المصرى القديم الذى اشتمل على ترانيم ومدائح وصلوات لمساعدة المتوفى على إكمال مسيرته فى العالم الآخر، وكانت العقيدة المصرية القديمة تمزج بين ثلاثة عوالم هى: البشرى، والالهى، والطبيعة، وترى ان الموت ليس سوى عملية انتقال من عالم الى عالم .
ومن ثم يتعين مساعدة المتوفى على إكمال مسيرته، وكان قد عثر على نصوص كتاب الموتى على الجدران الداخلية للمقابر سواء كانت فى هيئة أهرامات أو مصاطب، وعثر عليها منحوتة على جدران المعابد ومدونة على الأكفان والتوابيت والألواح الحجرية وورق البردى وعلى الجلود..
وكتاب الموتى الذى جاء مع الدولة الحديثة يقوم على خلفية أسطورية استمر تأثيرها فى وعى ووجدان المصريين ثلاثة آلاف عام، وهى أسطورة إيزيس وأوزوريس، ومعروف أن أوزوريس الذى أصبح فيما بعد سيداً للأبدية، قد قتله أخوه ست رمز الشر والظلم ومزقه الى أشلاء فيما ظلت حبيبته وزوجته ايزيس لسنوات تجمع أشلاءه الى أن بعث من جديد، وأصبحت تعاليمه عقيدة جديدة للمصريين، وكتاب الموتى يأخذ شرعيته الروحية والفلسفية من هذه الأسطورة، وتضم نصوص الكتاب تضرعات الى الآلهة على لسان الكاهن الناطق باسم المتوفى، وهدف التضرعات اخراج المتوفى ضمن من سبقوه من الموتى، وتضم النصوص تعاويذ وتمائم وأناشيد وطقوسا ودعوات، كما تضم السيرة الذاتية للمتوفى والرسائل المرسلة إليه من ذويه وكل الهدف أن لا يشعر بالغربة والعزلة وان يجافى الله الأرض عن جنبيه.
مثال لما ورد في الكتاب دعاء يدافع به الميت عن نفسه :
السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أقل كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أطفف الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين.